يَا هِنْدُ لَا تيْأسِي

جـــاءتْ مُـعـذّبـتي والـدّمْـعُ سـجّـادُ
وَوَجْــهـهَـا شــاحــبٌ بــالـهـمّ مــيّـادُ
جـاءَتْ وَفـي الـلّيْلةِ الظّلْمَاءِ تسْألُنِي
نَـحـباً كــأنّ لـهَـا فــي الـعَظْـمِ إيـقَـادُ
قـالـتْ أرَاكَ عـلـى قـيْـدِ الـعـنَادِ ولـمْ
تَـتْـعـبْ مــنَ الـشِّـعرِ لا خـبـزٌ ولا زَادُ
لمْ يَجْلبِ الشِّعر إلّا الحقْدَ كمْ ذبَحُوا
بـالحقْدِ قـلبكَ كـمْ قَـالُوا وكَـمْ كَادُوا
كَــمْ هــدّدُوكَ “بِـــلَا إثْــمٍ وَلَا حــرَجٍ”
كَــمْ حـطّمُوكَ وكَـمْ لـلثّأْرِ قَـدْ عـادُوا
فـقـلْتُ يَـا هـنْدُ هـذَا الـعَتْبُ يـقْتُلُني
إنّــي عـلـى طـعـنَةِ الأعــدَاءِ مُـعـتَادُ
يَـا هـنْدُ لـوْ لمْ أنلْ مجْدًا بنزْفِ دَمِي
مَـا كَـانَ لـي فِـي حـيَاةِ الشِّعرِ حُسّادُ
يــا هـنْـدُ لا تـحـزَنِي خـوْفًا عـلَيَّ أنَـا
لــيْـثٌ أقـــودُ وَلا أنْـقَـادُ لــوْ سَــادُوا
جـمـيع مــنْ دخَـلُـوا بَـحرِي بِـكِبْرِهِمُ
نـالُـوا الـهَـلَاكَ بـأمْوَاجي وقَـدْ بـادُوا
لا خـوْفَ يَكسرُني فالخوْف يَعرفُني
ويـنْـحَـني خـشْـيَـةً لـــي ثُـــمّ يــنْـآدُ
يَــا هـنْـدُ قـيـمَةُ نَـعلي فـوْقَ شَـأنهِمُ
وفـوْقَ فِـكْرهِمُ بـلْ فـوْقَ مَـا شَـادُوا
لا تـيْـأَسِي إنْ هَـجَوْني بـالسّبَابِ أنَـا
فِـي الـهجْوِ نـارٌ وهُمْ في النّارِ أعوَادُ
وُلـدْتُ شـهْمًا عـزِيز الـنّفْس لـي كـبِدٌ
صــلْـدٌ وَلـــي قـلَـمٌ كـالـسّوْطِ جــلّادُ
إنْ عــذّبُـوكِ لأجْــلـي يـــا مُـعـذّبَـتي
إنّــي سَـريـعُ الـفِـدَا كـالسّيْفِ مِـقْدَادُ
وكَــــمْ لــعـنْـتُ بـأبْـيَـاتي خساستهُمْ
ظــنّــوا بــأنّــي لــهُـمْ عــبْـدٌ وعــبَّـادُ
كـــلّا وربّـــي أنَـــا كالطّوْد مرتفعٌ
صلْــبٌ خُلقْــتُ شــديد العـــزْمِ جمّادُ
يــا هـنْـدُ لا تـحزَني أوْ تَـيْأسِي قـلَقًا
فــإنّ لـي فـوْقَ مَـجْد الـشِّعرِ أمْـجَادُ