بغداد

بغداد كانت قصيدا.. مُدْهِشًا.. بِدَعَا
لذَّتْ.. على فَمِ راويها.. ومنْ سَمِعَا
تخَلَّقتْ من حضاراتِ الدّنُا.. أمَدًا
وما تفرَّقَ من حُسْنٍ بها اجْتَمَعَا
بغدادُ مُلْهِمَة الإبْداعِ.. كعْبَتُه
منها.. لها.. أيُّ نَجْمٍ.. حيْثما سَطَعَا
كانتْ تُنَاجِي غيومَ الجَوِّ سَابِحَةً:
إلَيَّ غيْثُكِ يَأْوِي.. أيْنَمَا وَقَعَا
ولم يكنْ-في الدّنَا- سُلطانُ مَمْلَكَةٍ
إلَّا وَصَلَّى لها.. أوْ حَجَّ.. أوْ رَكَعَا
بغدادُ طائرُ فِينِيقٍ.. إذا احْتَرَقَتْ
كمْ هَبَّ طائرُها.. أقْوَى.. لَدُنْ رَجَعَا!
كمْ مِنْ “هُلاكو” غَزَاها، واسْتبدَّ بها
ثُمَّ اسْتَبَدَّتْ به.. فانْفَلَّ.. وانْخَلَعَا!
هي ابْنَةُ الرافِدَيْنِ.. التَّوْأمُ الأزَلِي
للنَّخْلِ، كمْ رَضَعَا ثدْيَ الشُّمُوخ.. مَعَا!
فكيْف عَقَّ العِرَاق الرَّافِديْن؟ فكم
تَجَرّعَا-الآنَ- مِنْهُ المَوْتَ.. وَالفَزَعَا!
بغدادُ.. مَهْمَا الجِرَاحُ النّازفاتُ.. بِنَا
فإنَّ جُرْحَكِ أذْكى في الحَشَا وَجَعَا
تَدَنَّسَ القدْسُ، وانْهَدَّتْ دِمِشْقُ، وفِي
صنْعَاءَ.. فِي عَدَنٍ.. وَا حَرَّ مَا صُنِعَا!
كُلُّ الخَرَائِطِ – في أوْطانِنا- بُقَعٌ
حَمْرَاءُ.. مِنْ دَمِنَا.. مَا أَوْجَعَ البُقَعَا!
أُهْدِي السَّلامَ.. إلى دار السَّلام.. ففي
شِنْقِيطَ حُبُّ العِراقِ-الدَّهْرَ-قدْ طُبِعَا