القصائِدَ الهَارِبَةَ

القصائِدَ الهَارِبَةَ:
تلك التي تأتي، ولاتأتي،حيث تَتَنَزَّلُ فجأة،ثم تَتَبَخَّرُ فجأة،كم قدْ عِشْتُ- أكْثَرَ منْ مَرَّةٍ- مُتْعَةِ صَحْوِهَا،وحُرْقَةِ مَحْوِهَا،مُحَاوِلاً-عَبَثاً-اسْتِرْجَاعَها منْ ثقْبِ الأوُزُونِ،الذي تَتَقَطَّرُعبْرَهُ في تَـنَزُّلِها، ويَبْتَلِعُها في هُرُوبِها الكَبِيرِ، فأنَاجِيهَا:
ذُوبِي عَلَى شَفَتِي ..
لهاثاً ضائعاً..
مِلْءَ الخُطَى ..
بتَعَرُّجاتِ دُرُوبِي
ذُوبِي..
مَدَى هَذَيَانِ وَحْيٍّ .. شَارِدٍ
يَهْوَى النُّزُولَ .. بِوَقْتِي المَنْهُوبِ
لَهْفِي .. لَهُنَّ .. قَصائداً..
تَأتِي .. ولاتَأتِي ..
ولَهْفَ الشَّاعِرِ المَجْذُوبِ
تَخْتَارُ ذاكِرَةَ السَّمَا المَثْقُوبِ مَهْبطها..
وتأبَى قَبْضَةَ المَكْتُوبِ
إنَّ اللواتي قد كتبْتُ .. ظِلالُهَا
وهْيَ الجَمُوحُ بأفْقِهَا المَرْغُوبِ
أوبي ..
فطَعْمُكِ ما يَزالُ عَلَى فَمِي ..
لَهَباً .. تَطايَرَ .. فِي دَمِي المَشْبُوبِ
لا تَعْجَبُوا إمَّا تَرَوْنِي هَائِماً
إنِّي أطارِدُ غيْبَهَا بِغُيُوبِ