المبدعون طيور الله

المبدعون طيور الله
خُذْ نغْمَةً من دويِّ الرعْد خُذْ قَـبَسَا
مِنْ شُعْلةِ البَرْقِ خُذْ مِلْءَ الفَضا نَفَسَا
ورَتِّلِ الريحَ في نَايِ الوُجود وقُلْ:
إنَّ الطبيعةَ في شِعْري تَـفُورُ أسَى
خُذْ مَنْطِقَ الطيْر لحْنًا واكْتُبَنْ مَعَـهُ
عَزْفَ المِـياهِ خَرِيرًا يُبْدِعُ الجَرَسا
واكتبْ نَشِيدَ النَّسِيمِ المُسْتَمِــيدِ وقُلْ
بَوْحُ الطبـيعةِ في شِعْري قد انْهَمَسا
واسمعْ هَسِيسَ الرِّمَالِ العابرون بها
داسوا على وجَعِ في الأرْض كم دُهِسا
واقْرَأْ عُيُـونَ النُّجُـومِ السَّـاهِـرَاتِ وقُلْ
صَمْتُ الطبيعةِ في شِعْـــرِي قد انْبَجَسا
وعشْ جَمَالَ الرياضِ.. اليانِعَاتِ.. ضُحًى
وفِتْنَةَ الحُــورِ إذْ يَبْرُزْنَ ذاتَ مَــــسا
ورَنَّةَ العُـودِ.. حيْث العُودُ فَـاحَ وَقُـلْ
سِحْرُ الطَّبِيعةِ فِي شِعْرِي قدِ انْعَكَسا
وإنْ تضقْ بكَ أرضٌ فالسَّمَـا وَطَنٌ
فِي سِدْرَةِ المُنْتَهى حُلْمُ القصيـدِ رَسَا
والمُبْدِعُونَ طُيُورُ اللهِ كمْ رفَعُوا
أبْيَاتَهمْ فِي الرُّؤَ حَيْثُ الوُجُودُ قَسَا
وإِنْ تَهَاوَى الرَّجَا والأفقُ لَا قَمَرٌ
فِي ظلمَةِ الطِّينِ أوْقِدْ رُوحَكَ القُدُسَا
وَافْتَحْ مَعَ الله نَجْوَى مُخْبِتًا ثَمِلًا
بِسَكْرَةِ الوصْلِ تَغْدُ المُفْرَدَاتُ عَسَى
الشعْرُ تعْـويذةُ الأرْواحِ مَطْهَرُهَا
فاسْبَحْ بأبْحُرِهِ وانْسَ الأسَى الدَّنَـسَا
وافْتحَ إلى شاطئ الأحْـلام أشْرِعَةً
مـا بَيْنَ حَــاءِ وَبَــاءٍ دمْتَ مُنْغَرِسَا
بالحُبِّ تُبْصِرُ رَاءَ الحَرْب قدْ نٌزِعَتْ
والعَيْنَ دالَ الدَّمَارِ الكوْنَ مَا ابْـتَأسَا
تَرَى السَّرَابَ شَرَابًا والرُّؤَى أمَلأ
وذا الخَـرَابَ بأرْضِ العُرْبِ.أنْدَلُسَا
هُزَّ القَصِيدَ عَصَا مُوسَى وَهُشَّ بِها
حُلْمَ الشُّعُوبِ وَشُقَّ البَحْرَ لِلـبُؤَسَا
تَجِدْ هنا آيَةَ الكُرْسِيِّ قدْ نُسِخَتْ
بـ”سورَةِ النَّاس و الشُورَى مَحَتْ عَبَسَا
يا سُورةَ الشُّعَـراءِ المَجْدُ للشُّعَرا
نَهِـيمُ.. في كلِّ وادٍ إنَّنَا الـرُّؤَسَا
كم اصْطَنَعْن بضِيقِ الحَجْرِ منْ نَفَقٍ
وكمْ عَــــوَالِمَ طفْـنا لمْ نَخَفْ حَرَسَـا
مَدًّا وجَزْرا بُحُورَ الشِّعْر قافيتي
مِجْدَافُـها طَوَّعَ الطُّـوفانَ واليَـبَسا
لو شِئْتُ أدْخَلْتُ بحْرا في الغَدِير ولمْ
يختلَّ إيقاعُ شِعْري لا ولا انْحَبَسا