القيروانُ

القيروانُ.. جميلةٌ.. خَفَتَ الأَلَقْ
في مقْلتَيْها.. والوُجُومُ- بها- نَطَقْ
وَقفتْ.. تُحَدِّقُ.. في مَرَايَا ذاتِها:
أَأَنَا.. أنَا؟ هلْ ما حَكَى التاريخُ حَقْ؟
لوْ عادَ عُقْبةُ.. أنْكرتْني عيْنُه
وشكتْ -إليْه- خيْلُه ما بِي لَحقْ
لوْ عادَ أبْناءُ الأَغالِبَة.. الْتَظَى
هذا الفَضا.. غَضَبًا.. لأَجْلِي.. واحْتَرَقْ
أَسَفًا.. ذَوَتْ “زَيْتُونِي”.. وخَبا- بها-
إِشْعاعُ عِلْمِي.. لا قَوَافِلَ.. لا حِلَقْ
قد كنتُ عاصمةَ المَشارِق.. كلِّها
أمَّ الفُتوح.. المُلْتَقى.. والمُنْطَلَقْ
سُوقُ الحَضارةِ.. والبَدَاوةِ.. مِرْفَقٌ
في مِرْفَقٍ.. نَسَقٌ هُنا.. وهنا نَسَقْ
واليوْمَ- يا ويْلاهُ.. مُهْمَلَةٌ أنا
أنّي يَلُوحُ النُّورُ.. فِي أقْصى النَّفَقْ؟