الأم

حكاياك تأتي
قطارات ليل حزين
فلا من ألوذ به من شجون
ولا من ألوذ به من حنين ...
تذكرت يوم وضعتك
في المهد طفلا ً
وغنيت لك
يا حبيبي الصغيرْ
يا جناحي الذي
سوف يجعلني .. للسماء أطير
تذكرت يوم مرضتَ
فرحت أفتش في الحي
عن أية عارفة أو حكيم
لأنجو بوجهك من كل شر
وكل أذى
وإذ خيم الليل حولي
توسدت همي ونمت
ولما يزل في جوانحيَ المتعبات
سريرك يأتي ويغدو
ثم يأتي ويغدو
وأغنيتي تتردد مثل بكاء القطار البعيد .....
( دللول يا الولد يبني دللول )
وعدوك عليل وساكن الجول )
لم أذق طعم صحوي
ولا طعم نومي
تُعذبني اللحظات
وتجلدني بسياطٍ أليمهْ
لأن المنية بكْ ,راودتني
وصارت تهددني
باختطافك مني
ومرت ليالي الشتاء الحزينه
ومرت ليالي المصيف
كبرت
فصرت أخاف من الريح
إن أتت الريح من جهة الشرق يوما
أخاف من الريح
إن أتت الريح من جهة الغرب يوما
لئلا تنازع قامتك الباهيهْ
صرت لي ولدي
وأخي وابن عمي وأهلي
صرت مرآة وجهي
إذا ما ابتسمت
كنت أسعد مخلوقةٍ..
على هذه الكرة البائسه
وإذا ما حزنت
كنت أتعس مخلوقة فوقها ,
ثم مرت ليالي الشتاء الحزينه
ومرت ليالي المصيف
يقولون شب ابنك اليوم عن طوقه
أجيبهمُ :
إنه ما يزال بمهد حنيني يدورْ
وما زال طعم الحليب على فمه
لا تقولوا : كبر ْ
وتكبر ... تكبر ...حتى....
تصير رجلْ
وأنكر أن ....
أن تكون رجل ....
لا أريدك تكبر
ففي حجرة الروح مازلت بالمهد تلعبْ
وما زلت فيك أغني