على الرغم من إنّ حلمي ضريرُ

على الرغم من إنّ حلمي ضريرُ
فجَفْنُ العصافير ليل ٌغزيرُ
وكان على ضفة النهر حزنٌ
يصلّي وفي الغيم صبرٌ صغيرُ
ولما جرى من قنوت ٍ حمامٌ
تلألأ َ في الدمع ذنبٌ أميرُ
أحبّكَ هل أخطأَ الحرفُ لمّا
ترعرعَ في الأرض شكّ ٌ حريرُ ؟
أضمّك لليأس فألًا جميلًا
تراني أدور ولا تستديرُ
فمنْ ذابَ في الورد معنىً كئيبًا
ليزدادَ مبنىً عليه العبيرُ
ومن دسَّ في الطين شوقاً كسيراً
لينضجَ في الشقّ ِ صوتٌ حسيرُ ؟
أحبّك هل أفصح َالجرحُ لمّا
تسمّرَ في الثغر شعرٌ فقيرُ ؟
على الرغم من إنّ خوفَ الفواخت
فاحَ فريشُ الأمانِ قصيرُ
وساقُ الرجوع إلى البيت بلوى
تبدّدَ في كل صبحٍ مصيرُ
يقصّ على والدٍ ما تمنّى
ويرقبُ أنّ الغزال بصيرُ
ويستعذبُ الكذبَ طفلٌ لطفلٍ
ففي روح كلّ ادّعاءٍ غديرُ
وفي قشرة الوقت بعض انتظارٍ
وفي دمعة الدهر ظلمٌ كبيرُ
على الرغم من إنّ جلدي جريرُ
فقبّعةُ القمح قلبٌ غفيرُ
أحبك هل أبدل َ الظنّ ُ مرمى
لأنك في القحط غيمٌ أسيرُ ؟
لماذا عليّ بأن أستريح لديك
وأنت الصباح العسيرُ ؟
تديّنْ بقلبين ذابا سويًاّ
وفي غيمة الروح حبّ ٌ يطيرُ
وفي ذاتك اللهُ لما ابتسمت َ
اصطفاك بأنك طفلٌ كثيرُ .