في وادي النمل

أَعِـدْنِيْ تَـجَـاعِـيْـدَاً ،فَحُـسْـنُكَ كَـاذبُ
لَـعَـلِّيْ إلىٰ مَـوْتِيْ .. عَلَـيْـكَ أُوَاظِــبُ
وَدَعْنِـيْ أُضِـيْـعُ الأَرْضَ فِـيْـكَ بِـقَـرْيَـةٍ
فَـتَـخَشَـعَ ،مِنْ خَوْفِ الزَّوَالِ ،الكَـوَاكـبُ
سَأُصْـغِيْ عَلىٰ أَطْـرَافِ سَمْـعيْ مُـحَـاذراً
فَإِيْـقَاظُ صَـوْتِ الإِحْـتِـلالِ مَـتَـاعِـبُ
عَـزاءً لِـفُـرْشَـاتـيْ ،لأَنَّ جَــفَافَـهَـا
عَــزَاءٌ لِـنَـزفِ الـلافِـتـاتِ مُـواكِـبُ
لِـسَبْـعِـيْنَ قَـرْنَـاً..وَالصُّـرَاخُ مَـدَافِـعٌ
وَأَنْـتَ الـمُـنَادَىٰ والعَـتَـادُ الـمَصَائـبُ
لِسـبْعِـيْنَ قَـرْنَـاً..وَالـحُـرُوبُ، بِطَبْـعِـهَا
لَدَيْـهَا خَـيَـارَاتٌ وَأَنْـتَ الـمُـنَـاسِـبُ
وَكُـنْتُ أَنـا أُخْـفِـيْـكَ عَنْ كُـلِّ قَـارئٍ
كَتَـبْـتُكَ مَـقْـتُـوْلاً وَأَنْـتَ تُـحَـارِبُ
فَـإِنْ كُـنْتَ أَكْـتَـافَـاً ،لِـمَاذا تَـرَدَّدَتْ
فَـمَا أَخْـبَرَتْ لِلْـدَّرْبِ عَنْـكَ الـحَقَـائبُ
وَإِنْ كُـنْتَ تَحْـدُوْ الإِرْتِـفَاعَـاتِ لِلْـعُـلا
بِـمَاذا سَتَـحْـدُوْهَـا وَأَنْـتَ خَــرائـبُ
وَمَـاذَا تَـقُولُ ،اليومَ ،لِلْـنَّـمْـلِ نـَمْـلةٌ
وَليْسَ بـِجُـنْـدِ ﭐﷲِ هَـٰذيْ الكَـتَـائـبُ
وَيَـاقَـاصِـدَاً ،يَصْـطَـافُ فِي القَوْلِ صَامتـاً
بَلِـيْـغَـاً.. وَأَكْـدَاسُ الكَـلام ِ تُـراقِـبُ
غَـرَسْنَـاكَ فِـكْراً فِي الـخـيوْطِ ،وَأَيَّـدَتْ
وجوْدَكَ فِيْ بَـالِ الـنَّسِـيْجِ الـعَـنَاكِـبُ
لأَنَّـا تَعَـلَّمْـنَاكَ قَـبْـلَ ٱكْـتِـمَـالِـنَـا
شَـرَحْـنَـا ،فَـلَمْ يَفْـهَمْ مَعَـانِيْـكَ طَالبُ
رَأَيْـنَاكَ فيْ كُـلِّ الـطُّـقُوسِ سَـبِـيْـكَـةً،
إِذا صَهَـرَتْـهَا الرِّيْـحُ تَطْـفُوْ الـمَـذاهِـبُ
رَأَيْـنـاكَ مَجْـنُونـاً يُـطَـاردُ نَــزْفَـهُ
وَمَا أَنْـتَ مَجْـنُـونٌ ولا الـنَّـزْفُ هَـاربُ
لأَنَّـكَ مَعْـنىٰ الـدَّمْـعِ في أَيِّ لَـمْــسـةٍ
تَلوْذُ بِهَـا ،عِـنْـدَ الـعِـنَـاقِ ،النَّوَاحِـبُ
كَـبُـرْتَ وَمَاعَـلَّمْـتَ دَجْـلةَ حِـرْفَـةً
وَمِتَّ وَمَـاعِـنْـدَ الـفُـراتِ أَقَــاربُ
زَمَـانُـكَ أَحْجَـارٌ ،فَـكَيفَ طَـبَـخْـتَـهُ
عَلىٰ نِصْـفِ شَمْـسٍ طَارَدَتْـهَا الـمَغاربُ
وَرَشَّحْـتَ لِـلأَنْـيَــابِ صَـدْراً مُـدَلـلاً،
رَمَىٰ القَلْـبَ لَمَّـا فَاجَـأَتْـهُ الـمَخَالـبُ
وَأَنْـتَ ظِـلالٌ في مُـحيـطِ نَـوافــــذٍ
تُحَـاصِـرُ ضَـوْءً فِـيـهِ بَــدْرُكَ ذائـبُ
وَبَحْـرٌ ،بِـدَمْـعِ الرَّمْـلِ رَمَّـمَ مَـوجَــهُ
فَـصَارَتْ رُخَـاماً ،في مَـدَاه الـسَّـحائـبُ
وَمَـاذا تَـظُنُّ الـصُّبْـحَ ،والليـلُ لَمْ يـَزَلْ
غَـرَابيْـلَ مَكْـرٍ ،حَامِـلُوْهَـا ثَعَـالبُ
إِذا أَنْـتَـهيْ مِـنِّي! أُسَـمِّـيْـكَ بُـقْعَـةً
تَـوَاعَدَ فِيـهَـا،لِـلْـقِـتَـالِ ،أَجَـانـبُ
فَيـاغَـدَنـا! مَـازلْــتَ تَاجَـاً مُـؤَجَّـلاً
وَأَنْـتَ ،عَلىٰ أَبْـوابِ أَمْـسِـكَ ،حَاجِـبُ
تَقَـاسَـمْ مَعِـيْ مَوْتيْ لِـنُـصْـبِـحَ دَولَـةً
رَئـيسٌ بِهَـا قَـبْـريْ ،وَقَـبْـرُكَ نَـائـبُ

هزبر محمود

السيرة الأدبية والعلمية للشاعر: - الاسم: هِــزَبْـر مَـحْـمود عـلي - من مواليد مدينة ديالى/العراق -1973- - يسكن مدينة كركوك وفيها درس الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية. - خريج كلية الهندسة / قسم الهندسة المدنية / جامعة الموصل عام 1998

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى