عِشْ أَنْتَ إني مِتُ بَعْدَكْ

عِشْ أَنْتَ إني مِتُ بَعْدَكْ
وَأَطِلْ إِلَى مَا شِئْتَ صَدَّكْ
كَانَتْ بَقَايَا لِلغَرَامِ
بمهجتي فَخَتَمْتُ بَعْدَكْ
أَنْقَى مِن الفَجْرِ الضَّحُوْكِ
وَقَدْ أَعَرْتَ الفَجْرَ خَدَّكْ
وَأَرَقُ مِنْ طَبْعِ النَّسِيْمِ
فَهَلْ خَلَعْتَ عَلَيْهِ بُرْدَكْ
وألذ مِنْ كَأْسِ النَّدِيْم
وَقَدْ أَبَحْتَ الكَأْسَ شَهْدَكْ
مَا كَانَ ضَرَّكَ لَوْ عَدَلْتَ
أَمَا رَأَتْ عَيْنَاكَ قَدَّكْ
وَجَعَلْتَ مِنْ جَفْنَيَّ مُتَّكَأً
وَمِنْ عَيْنَيَّ مَهْدَكْ
إِنْ لَمْ يَكُنْ أدبي فَخُلْقُكَ
كَانَ أَوْلَى أَنْ يَصُدَّكْ
أَغَضَاضَةً يَا رَوْضُ إِنْ
أَنَا شاقني فَشَمَمْتُ وَرْدَكْ
وَمَلامَةً يَا قَطْرُ إِنْ
أَنَا راقني فَأَمَمْتُ وِرْدَكْ
وَحَيَاةِ عَيْنِكَ وَهِىَ عندي
مِثْلَمَا الإِيْمَانُ عِنْدَكْ
مَا قَلْبُ أُمِّكَ إِنْ تُفَارِقُهًا
وَلَمْ تَبْلُغْ أَشُدُّكْ
فَهَوَتْ عَلَيْكَ بِصَدْرِهَا
يَوْمَ الفِرَاقِ لِتَسْتَرِدَّكْ
بِأَشَدَّ مِنْ خَفَاقَانِ قلبي
يَوْمَ قِيْلَ خَفَرْتَ عَهْدَكْ

بشارة الخوري

ألاخطل الصغير بشارة عبدالله الخوري شاعر الصبا والجمال .ولد في بيروت عام ١٨٨٥. درس في الكتاب ومن ثم في مدرسة الحكمة . كانت كتاباته رقيقة شفافة وعلى أثرها قام العديد من الفنانين بغنائها أمثال محمد عبد الوهاب و وديع الصافي . توفي سنة ١٩٦٨

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى