أسمعه يبكي يناديني

أسمعه يبكي يناديني

في ليلي المستوحد القارس

يدعو أبي كيف تخلّيني

وحدي بلا حارس

غيلان لم أهجرك عن قصد

الداء يا غيلان أقصاني

إني لأبكي مثلما أنت تبكي في الدجى وحدي

ويستثير الليل أحزاني

فكلما مرّ نهار و جاء

ليل من البرد

ألفيتني أحسب ما ظلّ في جيبي من النقد

أيشتري هذا القليل الشفاء؟

سأطرق الباب على الموت في دهليز مستشفى

في البرد و الظلماء و الصمت

سأطرق الباب على الموت

في برهة طال انتظاري بها في معبر من دماء

و أرسل الطرفا

فلا أرى إلا الدجى و الخواء

يا ويلتي إن يفتح الباب

فأبصر الأموات من فرجته

يدعونني مالك ترتاب

بالموت؟في هجعته

ما يعدل الدنيا و ما فيها

دفء نعاس خدر و ارتخاء

أوشك أن أعبر في برزخ من جامدات الدماء

تمتدّ نحوي كفّها كف أمي بين أهليها

لا مال في الموت و لا فيه داء

ثم تسدّ الباب كفّ الطبيب

تجرح في جسمي

و هاتفا باسمي

أسمع صوتا ناعسا قد أجيب

فيهزم الموت على صوتي

وربما استسلمت للموت

بدر شاكر السياب

بدر شاكر السياب، ولد في محافظة البصرة جنوب العراق سنة ١٩٢٦ . يعتبر أحد أهم الشعراء العراقيين والعرب في القرن العشرين، والذي يتصدر طليعة مؤسسي الشعر الحر في الوطن العربي توفي سنة ١٩٦٤ . له الكثير من الكتب الشعرية والمؤلفات العديدة التي تم ترجمتها الى لغات مختلفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى