لولا مساعيك لم نعدد مساعينا

لولا مساعيك لم نعدد مساعينا
ولم نسام بأحكام العلى مضرا
أذاكر أنت عصرا مرّ عندك لي
فليس مثلي بناس ذلك العصرا
أيام واصلتني ودّا وتكرمة
وبالقطيعة داري تحضر النّهرا
وصغت في الوارد المأمول تهنئة
وجاء كالنجم أسقينا به المطرا
وحملك الشّعر من أشعار طائفة
وحشيّة من تنوخ تنكر الجدرا
قوم من الوبريّين الذين غنوا
في البيد يبنون في أرجائها الوبرا
جزء بدرب جميل في يدي ثقة
سألته ردّ مضمون إذا قدرا
وكم بعثت سؤالا كاشفا نبأ
عنه فلم أقض من علمي به وطرا
والمالكيّ ابن نصر زار في سفر
بلادنا فحمدنا النّأي والسّفرا
إذا تفقّه أحيا مالكا جدلا
وينشر الملك الضّلّيل إن شعرا
فظلّ يثني عليك الخير مجتهدا
ولم تغب عن ذرى مجد متى حضرا
والآن أشرح أمري غير معتمد
فيه الإطالة كيما تعلم الخبرا
مدّ الزمان وأشوتني حوادثه
حتى مللت وذمّت نفسي العمرا
وحلت كلّي سوى شيب تجاوزني
ولم يبيّض على طول المدى الشّعرا
جنيت ذنبا وألهى خاطري وسن
عشرين حولا فلمّا نبّه اعتذرا