داويت بالألم الممض تألمـــي

داويت بالألم الممض تألمـــي
وشفيت بالندم الطويل تندمي
واعتضت عن نزق الصبا بصبابة
خرقاء يفضحها شديد تكتمي
أوصدت دون الناصحين ونصحهم
سمعي لأفرغ من سماع اللوّم
يستفهمــون متى أوان هدايتي
يا حيرتي ردي على المستفهم
ولأنت يا خرس الدمــوع تكلمي
ولأنت يا لغة العواطف ترجمي
خلت الشباب طريق كل ضـــلالة
عمياء تنذر بالمصير المظلم
حتى إذا استخلفــــته بمضلل
أقوى على التضليل منه وأعظم
باركت شيطان الصبا وترحمــت
نفسي على مترفق مترحم
فكأنني ورأيت عهد شبيبـــتي
ليظل عهد كهولتي في مأتم
يا جذوة الحب التي لا تنطفـي
إلا لتلهب عن جوى متضرم
أإذا تصرم لاعج علّتــــــــي
سلفاً بعودة يومه المتصرم
يا من ختمت بها طويل فجائعي
إلا فجيعة حبها لم تختم
من ذا الذي ناغيت وادع قلبه
واحتاظ من قدر عليه محتم
سيان عندي من أناط حياتـــه
بيديك أو بيد القضاء المبرم
أشفقت من عنت السقـام يهدني
فتركتني أشفى بعطف المسقم
ردي إلي عليل جسمــي غير ما
دنف بعلمة حبك المستحكم
ردي إلي عبوس وجهي غير مــا
أسوان من بؤس عليه مخيم
ردي إلي حزين قلبي مفعمـــاً
بالحزن غير مضرج ومهشم
بالدمع أقسم يستمـــد أواره
من خافقي وشراره من أعظمي
ما شفتي كـــهواك يخبر بدؤه
عن مفرح وختامه عن مؤلم
لا تعجبي أن لاح وجهي ضاحكــاً
للناس لم يعبس ولم يتجهم
وتفحصي العبرات بين يتيمــة
سجنت وبين حزينة لم تسجم
أرأيت في المأساة أفجع مشهداً
كالدمع يذرف عن فم متبسم
ولأنت أجمل في الأسى أن تشهدي
دمع اليتيم ولا دموع متيّم