وا عظم بلواك من هم تعانيه

وا عظم بلواك من هم تعانيه
ومن جوى ألم في النفس تخفيه
وا حزن قلبك والأوجاع تصهره
وا ذوب جسمك والأسقام تبريه
يلومك الناس عن جهل فتعذرهم
وأي عذر كضافي الصمت تبديه
ورب حشرجة في صدر محتضر
أفشى من النطق في إعلان ما فيه
لله آهتك الحرى إذا انبعثت
عن لاعج في سواد الليل تذكيه
في كل زفرة حزن منك تبعثها
مشبوب نار على الأكباد تلقيه
يقسو عليك الدجى في طول وحشته
وأين قسوته مما تقاسيه
عاصيت بالسهد سلطان الكرى فأبت
هموم قلبك إلا أن تعاصيه
يا راهباً وظلام الليل معبده
حتام تقرع حزناً في دياجيه
حركت في لوعة الملتاع ساكنها
وهجت من دنف المحزون ساجيه
أين الخلي من الشكوى لتزعجه
والمستريح من البلوى لتضنيه
حب المسهد ما رتلت من ألم
تدمي القلوب جراحاً من دواميه
لو أنصتت لك من تشكو ظلامتها
قامت إلى جرحك الدامي تواسيه
وهل تواسيك بالأحلام هاجعة
لم تلق منها ولو طيفاً تناجيه
عادت مآسي الهوى تصليك لوعتها
وعاد وجدك يحيي عهد ماضيه
وداهمت قلبك الملسوع داهية
تزري بكل عظيم من دواهيه
يا قلب هلا فضضت الجرح فاتعظت
بالحب نفسك فيما أنت راجيه
وهل سألت دفين الوجد ما تركت
آلامه فيك أو أبقت مآسيه
يا قلب هبك نسيت الجرح ملتئماً
هل أنت للألم المكبوت ناسيه؟!
يا قلب أين أمانيك التي سخرت
من كل شامخ قلب في أمانيه
وأين ناعم أحلام نعمت بها
أندى شذى من جني الورد زاهيه
يا قلب يا جدث الأحلام كم حلم
عذب طويت وحلم سوف تطويه
يا قلب يا مرقد الأوطار كم وطر
حي قبرت ومقبور ستحييه
يا قلب يا مصرع الآمال كم أمل
ضاحكته ورجعت الآن تبكيه
أنخت جنبك لم أسمع سوى أرج
بين الأضالع من نحب وتأويه
وطفت حولك لم أشهد سوى لهب
من العواطف تذكيه وتطفيه