نزلت شطك بعد البين ولهانا

نزلت شطك بعد البين ولهانا
فذقت فيك من التبريح ألوانا
وسرت فيك غريبا ظل سامره
داراً وشوقاٍ وأحباباً واخواناً
فلا اللسان لسان العرب نعرفه
ولا الزمان كما كنا وما كانا
ولا الخمائل تشجينا بلابلها
ولا النسيم سقاه الطل يلقانا
ولا المساجد يسعى في ماذنها
مع العشيات صوت الله ريانا
كم فارس فيك أوفى المجد شرعته
وأورد الخيل وجداناً وشطآنا
وشاد للعرب أمجاداً مؤثلة
دانت لسطوته الدنيا وما دانا
وهلهل الشعر زفزافاً مقاطعه
وفجّر الروض أطيافاً وألحانا
يسعى إلى الله في محرابه ورعاً
وللجمال يمد الروح قربانا
لم يبق منك سوى ذكرى تؤرقنا
وغير دار هوىً أصغت لنجوانا
أكاد أسمع صوت واجفة
من الرقيب تمنى طيب لقيانا
الله أكبر هذا الحسن اعرفه
ريان يضحك أعطافاً وأجفانا
أثار فيّ شجوناً كنت أكتمها
عفاً وأذكر وادي النيل هيمانا
فللعيون جمال سحره قدر
وللقدود اباء يفضح البانا
فتلك دعد سواد الشعر كللها
أختي لقيتك بعد الهجر أزمانا
أختي لقيت لكن أين سامرنا
في السالفات ؟فهذا البعد أشقانا
أختي لقيت ولكن ليس تعرفني
فقد تباعد بعد الهجر دعوانا
طفنا بقرطبة الفيحاء نسألها
عن الجدود وعن أثار مروانا
عن المساجد قد طالت منائرها
تعانق السحب تسبيحاً وعرفانا
وعن ملاعب كانت للهوى قدسا
وعن مسارح حسن كن بستانا
أبو الوليد تغنى في مرابعها
وأجج الشوق نيرانا ً وأشجانا
فما تغرب إلا عن ديارهم
والقلب ظل بذلك الحب ولهانا
قد هاج منه هوى ولادة شجناً
برحاً وشوقاً وتغريداً وتحنانا
أبو الوليد اعنّى ضاع تالدنا
وقد تناوح أحجاراً وجدرانا
هذي فلسطين كادت والوغى دول
ٌ تكون أندلساً أخرى وإحزانا
كنا سراة تخيف الكون وحدتنا
واليوم صرنا لأهل الشرك عبدانا
نغدو على الذل أحزابا مفرقة
ونحن كنا لحزب الله فرسانا
رماحنا في جبين الشمس مشرعة
والأرض كانت لحزب الله ميدانا
أبا الوليد عقدنا العزم أن لنا
في غمرة الثار ميعاداً وبرهانا
الجرح وحدنا والثأر جمعنا
للنصر فيه إرادات ووجدانا
لهفي على القدس في البأساء دامية
نفديك يا قدس أرواحا ً وأبدانا
سنجعل الأرض بركاناً نفجره
في وجه باغ ٍِ يراه الله شيطانا
وينمحي العار في شمس الضحى ..
فنرى .. أن العروبة تبني مجدها الآنا

محمد أحمد المحجوب

محمد أحمد المحجوب ولد الشاعر في عام ١٩٠٨ بمدينة الدويم في السودان . تخرج من كلية الهندسة عام ١٩٢٩ وبعدها درس القانون ونال شهادتها عام ١٩٢٩ . حياته شاعر و مؤلف و مهندس و محامي وقاض وسياسي له العديد من الكتب و الدوواوين الشعرية توفي عام 1976.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى