أراكِ غريبةً مِثْلي

أراكِ غريبةً مِثْلي
عن الخِلاّن والأهْلِ
تُقلِّب طرْفَها حيْرَى
بلا قصدٍ ولا أمَل
وتقرأ صفحةَ الماضي
وتهربُ منه في وَجَل
فكمْ فيهِ من الذِّكرى
وكم فيهِ من الزَّلَل
وكم مِنْ قُبلةٍ سكْرَى
وكم من عاشقٍ خَبِل
طويتِ العمرَ ساهمةً
وجُزْتِ مراقيَ الأزل
فماذا فيه من خبرٍ
وماذا خُطَّ من أَجَل؟
كلانا عاشقٌ صَفَرَتْ
لياليهِ من القُبل
وناجَى إلْفَهُ سَحَرًا
ومَنْ ناجاهُ في شُغُل
فهاتي قُبلةً ظمْأَى
لِظمآنٍ على عجَل
وهاتي قبلةً أخرى
فكلُّ الخيرِ في العَلَل
وإن أردفْتِ ثالثةً
فتلك مُجاجَة النَّحَل
تعالَيْ نترُكِ الذكْرى
وماضِيَنا على مَهَل
فبعضُ الحبِّ يُسعدُنا
ويشفينا من العِلَل
ويجعلُ يومَنا نضِرًا
كأيّام الهوى الأُوَل
ونحيا مثلَما تَحيا
طيورُ الرّوضِ يا أملي
فلا جوعٌ ولا ظمأٌ
ولا خوفٌ من الـمَلَل
ولا ماضٍ يؤرِّقنا
ولا آتٍ من الخَطَل
تعالَيْ نعقُدِ القُرْبَى
فأنتِ غريبةٌ مثلي