وَعَدْتَ جميلاً والمروءةُ تقتضي

وَعَدْتَ جميلاً والمروءةُ تقتضي
وفاءُكَ إنَّ الوعدَ ديْنٌ على الحر
وإنْ أَلْتمِسْ منكَ الجميلَ فإنما
لأنك أهلٌ من أكارِمِه الغرِّ
وأَيُّ كريمٍ ليس يَطربُ للندى
خصوصاً إذا ما هزه رائقُ الشعر
إلى اللهِ أشكو ثم عندك أشتكي
زماني وأَستعدِي لديك على دهري
ومثلُكَ من يُفْضي إليه ذوو الحيا
بشكواهُمُ من سوءِ عيشهُمُ المرِّ
لقد ذقتُ مُرَّ العيشِ من بَعْدِ حُلْوِهِ
وقاربتُ حدًّ الأربعينَ من العمر
فلم أَرَ أَنكى من شماتةِ حاسدٍ
إذا افترَّ عن ثغر وحَمْلَقَ عن خَزْرِ
أيقتلُني والسيفُ سيفُكَ حاسدي
ويضربُ في يمناك من حيث لا تدري
ولي فيك آمالٌ كبارٌ أَقَلُّهَا
إقامةُ ما هدَّ المعادون من أمري
وأنْ تَبْسِمَ الدنيا بوجهيَ بعدما
تعبَّس وجه الدهر حيناً من الدهر
أقول لنفسي حين جاشت غواربي
وضاقتْ بِيَ الدنيَا من الضيم والقهر
إليكَ الكريمَ ابنَ الكريمَ فإنه
إذا شاء يوماً بدَّلَ العسرَ باليسر