حُلَّتْ عَليكَ مَعَاقدُ الأَنْدَاءِ

حُلَّتْ عَليكَ مَعَاقدُ الأَنْدَاءِ
ونَحَتْ ثَراكَ قوافِلُ الأنواءِ
وسَرَتْ عَلى أكنَافِ قبرِكَ نَسْمَةٌ
بَلَّتْ حَوَاشِيها يدُ الأنداءِ
ما بَاليَ استسْقيتُ أنداءَ الحَيَا
وأرحتُ أجفاني مِنَ الإسْقاءِ
ما ذَاكَ إلا أنَّ بِيْضَ مَدَامِعي
غَاضَتْ مُبَدَّلَةً بحُمْرِ دِماءِ
هتفتْ أياديكَ الجِسَامُ بأعيني
فَسَمَحْنَ بالبيضاءِ والحمراءِ
أنَّى يجازيْ شُكْرَ نعمتِكَ التي
جَلَّلتَنيها قطرةٌ من مَاءِ
يا دُرَّةً سمحتْ بها الدنيا على
يَأْسٍ من الإحسانِ والإعطاءِ
واسترجَعَتْها بعدما سَمَحَتْ بها
وكَذَاكَ كانتْ شيمةُ البخلاءِ
فلئنْ قَصَرْتَ من الإقامةِ عندَنا
حتى كأنَّكَ لمحةُ الإِيماءِ
فلقد أقمتَ بنا غريباً في العُلا
وكذاكَ قُصْرُ إقامةِ الغُرَبَاءِ