ثورة النّهر

ذبل الوردُ والنّدى والرّبابَةْ…
وأضاعَ النّهرُ اليتيمُ صَوَابَهْ
تقتفيهِ بين الحقولِ سَوَاقٍ
بانكسارٍ ؛لدعوة مُستجابَةْ
فترابُ العراقِ قد ضاق مِلْحًا
وصحارى الرّدى تُعَرّي تُرابَهْ
والغيومُ التي غدت ماحلاتٍ
لاتغيثُ الثّرى ولا أصلابَهْ
ولغاباتِ النّخلِ حَنّ زمانٌ
لنخيلٍ خان الطّغاةُ رِحابَهْ
وأصابَ الفراتَ غلُّ حسودٍ،
غلُّ عينٍ، ففرَّقَتْ أحبابَهْ
بل تخطّتْ خُطوبُها كلَّ حدٍّ
فأصابَتْ بمَقْتلٍ أرطابَهْ
لأنادي إلى صلاتي وطُهري
كلَّ جار مسائِلا أسبابَهْ
عن سدودٍ منها الرّبيعُ حزينٌ
غابَ بحثًا عن وردةٍ خلّابَةْ
عن مياهٍ تعرّقَت في ثَرانا
حين فزّتْ تخشى الظّما وقِرابَهْ
فحشود البغاة عاثت بنهري
وبِلَيلٍ تسوّرَتْ محرابَهْ
لكِنِ الأوزار التي قد تعدّتْ
صبرَ أرضي وصبرُها لايُجَابَهْ
ستُفيضُ النّهرَ الصّبور َرِجالا
ينتخيهُم فيرتدونَ المهابَةْ
إنّ ربّي على الظّلومِ قديرٌ
وسيلقى يومَ الحسابِ حسابَهْ