أقاويــلٌ عن الوطن ِ المعاند

قيل َ لم َّ الليلُ أنجمَه ُ
وغاضَ البحر ُ
يقصدُ وجهة ً أخرى
وجف َّ الطينُ
كان الغيمُ .. كلُّ الغيم ُ
يرزمُ آخرَ السّحبِ القصيَّة ِ
من سَما أهلي . لِيمطِرَهم خرابْ
لم تعدْ تلكَ القواربُ
تستخفُّ الرِّيحَ أو تطوي العُبابْ
قيل كان البحرُ سترتـَهُم
وخضرتـَهم
وكان البحرُ .. كانْ
*****
قيلَ فز ّ دمُ الفجيعة ِ
من أقاصي صمتِهِ المهجورْ
يُنذرُ بالخرابِ النّحس ِ
وانطفأ النّهارُ .. وأطفيء التنّورْ
****
قيلُ الصّبح ُ.. فرَّ الجندُ
من ساح ِ الوليمةِ
يُسدلونَ الرّاية َ الخذلى
على سفرِ البداوة ِ .. والبلاهة ِ
ينفخونَ النّايَ واللحنَ العقيمْ
لم تكنْ تلك َ القصائد ْ
غيرَ مرثاةٍ على الجرح ِ القديمْ
كان صوتُ الطائرات ْ
فوقَ أصوات ِ القصائدْ
أيـُّها الوطنُ المجاهد ْ
آنتَ مازلتَ تعاندْ
زمنُ الصَّاروخ ِ أمضى
لا الخناجرُ والسّيوف ُ
لا المدائح ُ ، لا الدّفوفُ
لا الحروفُ
ذاك عهد ٌ قيلَ بائد ْ
لا تعاندْ ... أيـُّها الوطنُ المسمّرُ
من أقاصي النّور ِ
في السـِّفرِ القديم ْ
من سما كلكامشَ الفـذِّ العظيم ْ
ذلكَ الطـّالعُ مثلَ البرق ِ
مثلَ الرّيح ِ
يعصف ُ بالبغاة ْ
قيل ذاكَ الفذ ُّ مات ْ
ألفُ أنكيدو يموت ُ اليوم َ
آلافُ الأفاعي يسرقونَ العشب َ
والماءَ الفراتْ
*****
أمس ِ حينَ أتى الغزاة ْ
قيلَ كانَ اللهُ
يدفع ُ عن حمانا العار َ
في أم ِّ المعارك ْ
والملائكْ .. حولنا صفـّا ً
وقيلَ الشّــرُّ هالك ْ
فلماذا أسقطتْ تلكَ المآذن ْ
ولماذا تحرقُ النيرانُ
جدران َ المدائن ْ
ولماذا .. ولماذا ؟