مُتْ ولا تهربْ

مُتْ ولا تهربْ فداؤُكَ دائي
ليس يجدينا تقى الاتقياءِ
شئتَ درباً .. ودمي شاءَ درباً
آخراً فارحلْ رحيلَ الوفاءِ
كي تبيعَ الغدَ وجهاً ضباباً
غاسلاً فوقَ المرايا بُكائي
ميّتاً حيّاً .. وشيئاً بلا شي
ءٍ سوى أكذوبةِ الخُيلاءِ
لي كما للناسِ ساقٌ وعينٌ
تحلمانِ الرقصَ فوقَ الضياءِ
…
مُتْ ولا تهربْ .. فما العمرُ الا
لحظةٌ ضاعتْ مع الأنبياءِ
هي حولَ الشمسِ .. حلمٌ فضاءٌ
كيف لي مِ الشمسِ نزعُ الفضاءِ
لحظةٌ هذي وتبقى وحيداً
ليس من أهلٍ ولا أقرباءِ
ليس من أقصوصةٍ فيك تبقى
ليس الا خمرةُ الكبرياءِ
وحدكَ الآن .. فقلْ أيَّ موتٍ
سوف تختارُ .. وأيَّ ابتلاءِ
كلُّ ما تدّعيهِ انكَ فيهم
واحدٌ والكلُّ محضُ افتراءِ
….
مُتْ ولا تهربْ .. فللقلبِ صمتٌ
أبجديُّ الشّأوِ .. مرُّ العناءِ
هو موتٌ واحدٌ .. فلماذا
مُتَّ ألفاً في سجونِ الفناءِ