ذرى الامجاد يا بغداد

ألا تَرِبتْ يداك بما بنيتِ
وقد ذَهُل الزمانُ بما عَمرتِ
ذرى الأمجاد يابغداد تترى
وتوقد من جبينك كلَّ وقتِ
وكم حمل الطغاةُ عليك غدراً
وناور حاسدوك فما انطويتِ
ونازعك الظلامُ على ضياءٍ
غمرتِ به العوالم إذ طلعتِ
وظن بك الغلاة دنو قدرٍ
وماقدروك حقا إذ عفوتِ
وجاء الأرذلون بكل ندٍ
ولمَّ من الضحالةِ ما رميتِ
فإن حشدوا عليك وإن تهاوى
عليك الحاقدون إذا سطعتِ
تدافع عنك طلعُ النخل جنداً
ودجلةُ والفراتُ إذا أشرتِ
على أيّ أحدثُ عنك جيلاً
وقد هرمَ الزمانُ وماهرمتِ
يطلُ المجدُ من عينيكِ حلماً
ويعبقُ ناظراك بما حلمتِ
مسوّرةً يشعّ بألفِ بابٍ
إهابُك والهوى من كل بيتِ
مآثر لو أطالَ بها وقوفاً
جهابذةُ الزمانِ إذاً لصحتِ
أنا بغدادُ عاصمةُ الحكايا
ودجلةُ شعري المسدولُ تحتي
انا قمرُ الزمان ..انا السجايا
انا المكتوبُ في الأضواءِ صوتي
على بابي لكم ركعتْ ملوكٌ
وقبّل أحرفي شغفي وصمتي
بلى تربت يداك بما صدحتِ
وطابَ الشعرُ فيك هوى وطبتِ