بيروت تحفل بالاسى ( على خلفية انفجار ميناء بيروت )

غمرٌ محاجرُها وجمْرٌ نارُها
أنّى سأطفئ والضّحى سجّارُها
شُلْوٌ يدي . وأنا التّعطّشُ كيف لي
أن أطفئ الحمّى وقلبي نارُها
من ألف شمسٍ قد جَفَتْ أنوارُها
دربي ، ولا أنا في الدّجى نوّارُها
من ألف عمرٍ قد نذرتُ لجيدها
نحري؛ على أن لا يضامَ سوارُها
بيروتُ يا وجعي لأيّ محجةٍ
هذا الحجيجُ يحجُّ ؛ هل أحبارُها
هل هذه الأصواتُ وهي تعجّها
من لجّةٍ .. زبدا يمورُ أوارها
بيروتُ ذا جرحي وفيضُ مواجعي
ما انفكَّ يصدعُ في النّخاعِ دوارُها
ما انفكَّ يحتشدُ اللظى بأضالعي
مازال يعصر من دمي خمّارُها
أعتى الرّياحِ الهوجِ كنتُ زَمَمْتُها
قسْراَ، وعاقبةُ الرّياحِ قرارها
بيروتُ عن ماذا أقصُّ عليكِ قد
هَرِمَ الحديثُ ، وللدنى أطوارها
أنا ألفُ عوسجةٍ ضممتُ بأضلعي
وجداَ وخلتُ مدامعي إقصارُها
صدأت مزاميري وبُحّ نشيجُها
ولأنتِ إن هريء الصّدى مزمارُها
رئتي بها ظمأٌ وتلك سحائبي
مُدَّ السّماءِ ، وما نبا مدرارها
وحدي هنا.. عطشًا أنوحُ وقِربتي
مخرومةٌ .. وعلى الرّفوفِ جرارها
يا إخوتي من أي جبّ موحشٍ
من ايّ دربٍ يُبْتدى مشوارُها
علّقْتُ في أقصى الدّروب نواظري
ونطرتُ بدري حين غابَ نهارُها
أقصى الدّروبِ الشّوسِ كنتُ رصفتها
ورداً وقلتُ أحبّتي زوّارها
بيروتُ أيُّ طفولةٍ هذي التي
تهوي وتسقطُ في الدّروبِ ثمارُها
يا إخوتي .. يا عزوةً كذباً و يا
معنى القطيعةِ قُطّعَتْ أوتارُها