فضح الوجد ادمعي

مالقلبي لمطمح ٍ أو منال ِ
يندب ُ البحر َ في جفاف الليالي
مرمض ٌ والصّدى يضج بجوفي
محضَ وهمٍ أعبّهُ من خيالي
عل ّ فجراً أزُمّهُ من أفولي
. عل َّ ليلاً أذودهُ بارتحالي
يا لقلبي وللدروبِ حكايا
مجهدات ٍ بذلِّ قهرِ السّؤال ِ
أيّها البحرُ تاه ظلي ورائي
عدتُ أشكو متاهتي في ظلالي
خلع القيد ُ معصمي غير أنّي
كسّرتُه من بعد طول احتمال
أيّها البحر ليس أجدى بقلبي
أن يعب الصّدى بصدرٍ هلالي
مثل غربالٍ عبأتهُ الأماني
وبحجري خبأتهُ وهو خالي
مثل كاسٍ ملأّتها فيض عمري
غير أني سكبتها في المحال
يا لقلبي وكلما ضجّ بوح
بفؤادي بألف بوح ٍ بدا لي
فضح الوجدَ أدمعي وهي نضو
غير أني كفكفتها باحتمالِ
ما استكانت على رياح ٍ جناحي
حين تاهت عن المسير جمالي
عزوتي في الضباب تنأى بعيدا
وروائي بوحشتي من وشال ِ
نفد العمرُ جيئة وذهابا
غوِّرت كل أضلعي في نصالي
يا لقلبي أعيذه من حروف ٍ
رتبتها مقاتلي في مقالي
أيّها البحر ماعساني أغنّي
صديء العود واستراحت حبالي
راحلات مع الصدى ليس شدوا
انما العمر دائبٌ في الرّحال
أمتطي في الرّمال وهما عصاتي
كلُّ ريحٍ أخالها من شمال ِ
كيف أشكوك موطني بعض حزني
فيك حزني وفيك كل اشتعالي
أنت أدرى لعل بعض انطفاء
شبّ مابين وحدتي وانعزالي
أنت أدرى وكم نحونا دروبا
مربكات نجرُّها في كلال ِ
أقفر العمر والمسافات شتّى
غير أنّأ نعود في كل حال ِ
لا تلومي وتعتبي بالسّؤال
إن صمتا كتمته من خصالي
دمنة ٌ قد سقيتها عذب شعري
واستطابت بجانب ٍ من ظلالي
واستظلت من الهجير طويلا
بردائي وسابحٍ من خيالي
واستطابت لها الكروم لشتى
واردِ الطّيب مولعاً بالجمال ِ
لا تلومي لعلني جئت عذراً
مطراً ناعماً بريح ٍ شمال ِ
شغلتني الخطوبُ عنها طويلا
مرمض َ الشوق َ مدنفا غيرَ سال
أيها المستفزُّ والعمر طاوٍ
ذاك طيف ٌ قد أدمنته الأوالي
أيها الألف ُ صارم ٍ ينتخيه
و هو نسر ٌموشح ٌ بالجلال ِ
يستحي السّيف أن يرجيه عهدا
يوم شد ّ السّراة مهر القتال ِ
قبلته الرّماح مبسماً مثل فجر ٍ
لين الريح مخملي الجمال ِ
لاهب الجنب مثل نار ٍ تلّظى
ساطع الطل مثل زهو الرّجال
مثخن القلب من ثلاثين نصلا
لملمتها من العجاف الخوالي
زهونا أن كل جذع حمي
فارع الطول وارف من ظلال

اسماعيل حقي حسين

اسماعيل حقي حسين الجنابي شاعر عراقي من مواليد بغداد الاعظمية 1957 * مؤسس ورئيس التجمع العربي لشعراء العمود والتفعيلة في العالم * أنشأ 14 فرعا للتجمع في 14دولة عربية ابتداء من المغرب حتى اليمن * الامين العام لرابطة شعراء بغداد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى