انتفاضة الأقلام

تحجّرَتْ الأقلام ُ واصفرَّ قِيلُهَــا
وَطَفتُ على الأورَاق ِعَلِّي أقُولًهَـــا
بِفَرْعاء َ يَفتَضُّ السّحاب َ سناؤها
إذا أومَأتْ بالحرف ِ واختال َ طولُهـا
لأزفُرَ عَن صدرِي غَداة ً جريحةً
لَكَمْ قيل َ عنها أن َّ صمتا ً يحُولـُهَــا
أرقتُ بِهَا والصّبر أرخي من َالمدى
لأُبحِـــرَ فيــها دون َ فُلكٍ أجـولُـهَـا
فهَل ْ دافع ٌ عَنَّـي إذا مــا كتمتهــا
عَزوفٌ عنِ الشَّكوى لأمسٍ يقيلُهَــا
وهل شاحبٌ لَونـي إذا ما هجرتها
وهَلْ هاجَرَتْ عنّي طـــُيور ٌتَجُولُهَــا
تَحجَّرَتِ الأقلامُ وارمضَّ جانح ٌ
وَقَدْ فاضَ من صدري ظُنون ٌ تُديلُها
وَلله ِ قـلب ٌ كَـم أُحابـي وُعُــودَه
وأعـلَـمُ أنّــي بالتّحــــابي خَـــذُولُــهَا
أبكِّر ُ بالأرجَاز ِ حمر طواعني
وَعْريٌ جِراحي ناغــرات غلــولــهـا
أرى كل َّ فجر ٍاخضر مرمضاً دماً
ونهبَ يَـــــــدي َّ الريح َ لا أستميُـلهَا
وَوَعدُ المنَايا يومُ وَعدِي، فَطَالب ٌ
وجَزل ٌ وفــي ُّ الوعدِ يُعطـى قليلُــهَـا
فمّا زاغ َقلبي يوم َشدَّت ْبطونُهَا
علــيَّ رماحُ الغــدر ِ كثر حمولُــــهَـا
ولا أوهنَتْ مني الحتوفُ سُويعَة ً
ولا جَفَـلَتْ عينـاي َ أو ســالَ سيلُـــهَا
أنا ابنُ سناها البِكرِ مازَاغ َموكبي
ولا غــابَ عــن ليـلِ السُّـراةِ دَليلُــهَا
أَلَسْـــنَا إذا حُمَّتْ وَحُمَّ وَقودُهَـــا
لنــا الجامحات الغــرُّ يُخشّى نُزُولُهَأ
بارزاء َ شتَّى لو أدَرْنَا لَهَا رَحَى ً
تُطَاحِــنُ حتَّـى الرّيح َ أنَّــى تميلُهَا
فلِمَ نَسِيَ الأعراب ُ في بطنِ مَكَّةٍ
نُزولَ الكُماةِ الصِّيد إذ حَالَ حولُهَا
وَكنـّا إذا مــا أفجأتْــهُم رزيئـــة ٌ
نَشّــــدُّ بــأولى الــرّاكبين َ نُعِيــلُهَا
وَنَفــزَع ُ بالليل البهيم ِ كَعَــهدنا
وَنَعضُــدُهَا لما يطيح ُ قَتيــلُهَأ
بيومِ استغاثت مُجْدبَات ُ زُرُوعِهِم
وَعضَّتْ بأحلامِ الفُصُولِ مُحُولُهَا
وجاشت فناء َالدارِ حوباء َحُرّةً
وَفَزّتْ على ركض الخيولِ طُبُولُهَا