بوح أجرد

رغمَ أن ّ الصّمتَ في صمتي صدى
رغمَ ما أسرفتُ من عمري سُدى
لم أزلْ يا ظَالمي رغمَ الضَّنى
في مدى عينيك استقصي المّدى
قد يضيقُ الخوفُ بي مستنفراً
أو يلوذ ُالموتُ بي مستنجدا
بيد أنّي سوف أبقى دائماً
من لظى خدّيكِ أستجدي النَّدى
يالصمتي كم أراني جازعاً
ويراني النَّاسُ بوحاً أجردا
يا لهذا القلبِ كم حيرتُهُ
وهو يدري ماسيجنيهُ غدا
لو تقصيتُ نجومي كلَّها
أو غرستُ الرِّيحَ في صدري مُدى
أنا أدري أنَّ باباً موصَدا
سيؤولُ الدَّربُ منه المبتدى
كم زرعتُ الوهمَ في أرضي ولم
أجن ِ غيرَ الرِّيحِ منها والصَّدى
كم ربيعٍ ممرع ٍ مر ّ سدى
ذابَ صبري فيه حتّى استنفدا
كم ليالٍ مسغباتٍ عدنني
أوقدُ السّلوى وأخبي الموقِدا
كم منىً يا للمواعيدِ التي
لم أزلْ اقتاتُ منها الموعدا
كم تخاصمتُ معي كم خانني
جودُ صحبي كم تمنيتُ الرَّدى
لم أزلْ بيني وبيني حائراً
كيف أرضي بي سوى أوماعدا
آه لو أسطيعُ أن أختارني
من نقيضي ّ وأن أستوحدا
أيُّ وجه ٍ خلف وجهي كان لي
من تُراني فيه قد كنتُ الفدا
لستُ إلا ما أراني موغِلاً
في ظنوني كلُّ من حولي عِدا