خصومة

للتُ منّي وملَّتني شياطيني
ولَمْ أزَلْ بعدُ يا قلبي أمَنِّيني
وما أزالُ ونارُ الغيظِ تأنَسُني
أجُبُّ من وحشتي الحيرى لأرضيني
مللتُ صمتي وبوحي ما عسايَ إذن
لو عدتُ أنبشُ ما خبأتُ في الطّين
لو عدتُ أستلُّ سيفي كي أقاتلَني
أو أنزفُ الدَّمعَ منّي كي أباكيني
سيفي أحزُّ بنحري خنجري صدئ
أدقّه فوق رأسي كي أقاضيني
كيما أعاقبَ أحلامي لغفوتِها
وأنني كنتُ دهراً جدَّ مغبونِ
وأنني كنتُ وحدي أستجير ُ ضنىً
فمَنْ مجيري وأشلائي سكاكيني
انا الذي لم أكنْ يوماً أصالُحني
فكيف أعجبُ لو فحَّتْ ثعابيني
أمنتُ للرّيحِ وهي الآن تعصفُ بي
فلْتَعصفي يا رياحي في كَوانيني
ولتقلعْ الرّيحُ بيتي كلَّ ما زَرَعتْ
يدايَ ولْتُمطري جمراً براكيني
فخُطوةُ الموتِ ما عادت لتُرهبَني
أنا الذي أرهبُ الموتى بتلقيني
وجهي تغوّرفي وجهي وتُخطِئُني
حتى خطايَ فمِنْ يا أينَ أأتيني
إنّي أنختُ على النّيران ِ راحلتي
وقلتُ للنّار ِ أنّى شئتِ فاكويني
مللتُ منّي وحانَ الآن أهجُرُني
وآنَ لي أنْ أسَوّي بين ضدّيني
وآنَ للرّيح ِ أنْ ترسو بأشرعتي
وآنَ للخوفِ أنْ يحظى بتطميني