قالوا بأنَّكَ لنْ تعود

لُحْ إَّن شمسكَ لم تغادر واملأ سماكَ هوى ً وكابرْ
ستظل تقرأك المنابر وفمُ الزَّمانِ إليكَ ناظرْ
أقصيتَ بوحَكَ كي تجوعَ فضجَّ صمتُكَ بالحناجر
قطَّعتْ أسبابُ بوحِكَ أنْ تقولَ وأنتَ شاعرْ
وأتيتَ تبحثُ عن ملاذٍ في ركامِ الصَّمتِ غائرْ
قلَّبتَ وجهَكَ في الدُّروبِ تمرُّ فيها مثلَ عابرْ
مرَّتْ على فمِكَ الحروبُ فكنتَ موتوراً وواترْ
ورحلتَ متَّكِئاً عليكَ وكانَ صبرُك منكَ نافرْ
ولأنَّك المحكيُّ في الاسفارِ ظلَّ صداكَ زاخرْ
قالوابإنّكَ لن تعودَ فعدتَ مزهواً وظافرْ
أجَّلتَ بسمتَكَ البريئةَ للغدِ المزعومِ باكرْ
بين انطافئكَ واتّقادكَ صرخة ٌمن تحتِ حافرْ
ما بين فرصة ِ أن تكونَ وفرصة أخرى تحاذرْ
أيقنتَ أنّك آخرَ الأسماء في تلكَ المحاضرْ
وألِفتَ صوتَك عبقريَّ الحسنِ محفوفَ المخاطرْ
فمضيتَ تبحثُ عن سماءٍ لا تضيقُ ولا تحاصرْ
هذّبتَ صوتَك بالبلاغةِ والفصاحةِ والمآثرْ
وكتبتَ أنّكَ لو أتيتَ ستملأ الدّنيا أزاهرْ
وصدحتَ كالطيرِ الذي ألِفَ الفضاءَ ولم يغادر
إذ عُدتَ تتلو ما تيسرَ من نشيدِكَ كي تغامرْ
يا أيُّها المملوءُ بالاسرارِ لا تبدي السَّرائرْ
لا توقظْ القلقَ المحاذرْ أو تنبشْ الألمَ المسافرْ
لا تلعنْ الزمنَ المغادرْ أو تنكأ الجرحَ المكابرْ
واركضْ إليكَ فأنتَ ماؤكَ واغتسلْ من وحيِّ شاعرْ
بيني وبينكَ موعدٌ للبوحِ عن تلكَ المقابرْ
وأنا اصطفيتُكَ يا صديقَ العمرِ يصرخُ فيك ثائرْ
كي أطمئنَّ إلى بهاكَ وملء عيني رسمُ شاعرْ