لعنة قابيل

عطشٌ صباحاتي وليليَ علْقمُ
بَعُدَ المسارُ وماءُ وجهيَ زمزم ُ
حجرٌ مراشِفُها وكأسٌ حنظلُ
ودمٌ يخامِرُه ُالنّديمُ الأسقمُ
قيظ ٌصحاراها وغيث ٌمجدِبٌ
عطشُ المحارم ِوالغمائم ُ زُحَّم ُ
من أين لي أن أستزخَّ بروقها
وغمائمي شلو ٌ ودربي مَخْرَمُ
خَلَلَ الرِّمال ِ مقاتلي موقوفة ٌ
ودمي رياحٌ عاقراتٌ شُكَّم ُ
قايضتُ بالحجرِ ِ العقيم ِأضالعي
وحشدتُها زُمَراً وصُكَّتْ أعظمُ
هادنتُ جُرحي رَيثَ أعصِب ُ خافقي
ومرَشّتي في الصّدرِ نغرٌ معتمُ
طللٌ دمي ماذا أقولُ وفي يدي
مقلي يسح ُّعلى محاجرِها الدّمُ
أنا مسجدي وطنٌ ومحرابي هوى ً
ودمي مَحَجّاتي وقلبي مُحْرِمُ
انا قَفْرُ هذي الارض ِ، كلُّ حجارة ٍ
من أضلعي قُدّتْ فكيف تُبَرعمُ
أنا مَقتلي بالشّمس ِ..حشدُ مقاتلي
وقْدُ الضّحى قيظ ٌوليلٌُ أدهم ُ
وأنا القتيلُ وليس يشفعُ لي دمي
وأنا ضَياعُ أجنّةٍ وتَيَتّمُ
وأنا جفافُ أخوّة ٍ أرتادُها
وهي السّرابُ المَحْضُ وهي توهّمُ
يبسَ الرّضابُ على فمي ظمأ ًبها
وهمو سقاةٌ للغريبِ وبلسمُ
يا إخوتي يا آكلي لحمي ..أنا
بعضي عجافٌ بيدَ بعضي عندم ُ
قابيلُ نطفتُنا الشقيقةُ إنّما
كذبٌ وأقبحُهُ إذا كذِبَ الدّمُ
قابيلُ يا إرثَ الخطيئةِ من أبي
يا مَنْ ينامُ بمحجريكَ الضّيغمُ
قابيلُ أدري أنَّكَ المفجوعُ في
موتي وأدري أنَّكَ المترحّمُ
لكنني في الجبِّ وحدي أنتخي
قلبي على قلبي ..ينوحُ ويلطمُ
ملقىً على جسدي الرَّمادُ, نواظري
عُلِّقْنَ في ثقبِ السّماءِ ، وأنجمُ
ساهرنَ حتى الفجرِ حتى غيمة ٍ
حلبوا ثُمالتَها .. سُراةٌ هوّمُ
قابيلُ.. حسْبكُ ذي يداك نوازفٌ
أدمنْتَ فيَّ الطّعنَ ..سوف أرَمّمُ