غربة

وأنا أجرُّ بغربتي قبرا
مازلتُ أذكرُ أنَّ لي عمْرا
مازلتُ أذكرُ أنَّ لي وطناً
أجري لهُ .. ويردّني المجرى
وطني تحجَّرتْ الرّياحُ .. فما
جدوى شراعي يمكثُ البحرا
أنا جئتُ بي من مقتلي حلُما ً
لأبيعَني للقهرِ مضطرَّا
فَوَجدتُ حتى القهرَ يبخَسُني
وأنا أساوم ُ عنيَ القهْرا
الكلُّ مرَّ كأنَّه أبدا
ما كان يحمل ُ من دمي وزرا
الكلُّ حتى من همُ انطفأوا
كالليلِ.. لو لم أحترقْ جمْرا
ما نفع ُ أن يقفَ الأمامُ معي
وله وراءٌ تطعنُ الظَّهْرا
أفرطتُ قلبي من يدي كِسَرا ً
ولكي أعيشَ وضعتُ لي صخراً
وأنا بلا المرآةِ .. أقتلني
ندماً .. وأحسبُ أنَّ لي غيرا
فالموتُ يسري للحياة ِ .. ولا
يدري بأنَّ دمي هو المسرى