اتتركوني

اتتركوني فارهين
عنق الزجاجة ضيقٌ
لا خطوة تنجي الحبيس
عن الشمال او اليمين
فلعل سكب مدامعٍ فتبلّني
او حرق نارٍ والزجاجة ان تلين
كي استبين متى الخروج
ياجوج حطم ذا جدار الظالمين
يا بنت صبري حقنا ان نستكين
اوَ تعلمين؟
ماذا تقول بدايتي
فالبدء افضل ان يكون بداخلي سراً دفين
اوَ تعرفين حكايتي
انا من اضاع سفينةً عرض البحار
اذ عاد في خفّي حنين
اوَ تدركين
معنى المشرد في البلاد طريدةً للناهبين
الطامعين بثروةٍ
المؤمنين بجيبه عين اليقين
عيناه ملأ حقائبٍ دارت بايدي التائهين
والتافهون تجمّعوا كي يسرقوا حلم السنين
صعب اقص حكايتي اتصدقين
الناكرون فضائلا ياعمرو مخبثة النفوس
فالمنعمون ترفّعوا
ماذا بقى للمنعمين
اني لمن ماء وطين
كجزيرة عطشى اهيم من الحنين
والماء حولي مالح كيف السبيل
يا ماء دجلة هل تشح على جنين
تابوت يحملني وامي لم تقل حتى لاختي بصّريه
قد بصروني فاستفقت على الانين
او تعلمين
يا بيت اجدادي الحفاة المتعبين
يا راحة الدنيا لقلب موجع بالاولين
كوني كما شئت فانت بدايتي كي استكين
الليل يعبر صامتا والعمر تاكله السنين
حتى انهمرت كغيمة غمرت حقول الثائرين
بيضاء مثل قلوبنا
ارايت قلبا ثائرا الا بلون الياسمين
شماء مثل قصيدةٍ
ارايت شعرا ثائرا الا سجى كالمرسلين
حسناء مثل وجوهنا
ارايت وجها ثائرا الا كسيفٍ بارقٍ صلت الجبين؟
ما زلت اهتف ثائرا
ما زلت بحرا هادرا
ما زلت صوتا زاجرا للمعتدين
قرّت عيون الثائرين