للعاديات وعدوهنَّ فوائدُ
فلم المقام اذا الرواح يراودُ

للعاديات وعدوهنَّ فوائدُ
فلم المقام اذا الرواح يراودُ
ولم المقام اذا المنائر أحدبت
وتوضأتْ بدم العراق مساجدُ
ولم المقام وصالحاتي فضةٌ
مجروحةٌ وبكاي دمعٌ باردُ
ولم المقام اذا المرايا كثرةٌ
لكنَّ حتفي في المرايا واحدُ
يا وردَ ذاك الباب سوف تبيعني
عمداً وتشهق اذ تبيع مواجدُ
قد كنت أرقب مقلتيك تخونني
فأغضُّ عنك توهمي وأُعاند
والآن لا ظفري نجا مما غزلتَ …
وظلَّ فينا حزننا يتوالدُ
اذن الرحيل… فكل ما خلفتُه
في مقلتيَّ ومقلتيك قصائدُ
قلت الرحيل… لأن لي محظيةً
لمّا ابتسمتُ لها توعّدَ حاسدُ
فبأي أُغنيةٍ أُرمّمُ جثتي
وغناءُ هذي الأرض لغمُ حاقدُ
وبأيِّ ذاكرةٍ تشوَّه وجهها
أبغي التفاؤل والعيون مصائدُ
أنا مذ ولدتُ أصابعي مشنوقةٌ
ودمُ الجهات على يديَّ يكابدُ
زمني عليَّ هزائمٌ موقوتةٌ
فمتى شددتُ يداً تقاعسَ ساعدُ
ومتى صنعتُ دمىً أُريد شبابها
فضحتْ صباهنَّ الجميل مراصدُ
لمَ يا رغيف الدار يا وجهي الذي
ولّى صباه وقيِّموه تقاعدوا
لمَ يستريح الصمت في فمك الذي
حرمته من شفة الكلام مقاصدُ
لمَ.. هل لأن الواحدين تعدّدوا
كي لا يسبِّحهم غبارٌ صاعدُ ؟
لمَ.. هل لأن الأغنيات تأبدتْ
معنى الثراء وأنت صفرٌ زائدُ ؟
فافتح نطاق الصمت واصدح لا تقل
يبُست على الذهب القديم مراقدُ
واجمع شتات الوقت واعقد ثوبه
فقد استقلَّ عن التكيَّةِ زاهدُ
وأعار خرقته الذين توهموا
أن الحبال الشانقات قلائدُ
واقام صومعة الصحيفة كاتباً
للعاديات وعدوهنَّ فوائدُ