جمْرُ الحَنين

أَمَا هَزَّكَ الشَّوْقُ يَا قَلْبُ هَزَّا
أَمَا ذُقْتَ مِنْ إِبْرَةِ السُّهْدِ وَخْزَا
أَمَا حَرَّكَ الشِّعْرُ فِيكَ شُعُورًا
وَأَسْقَاكَ مِنْ مَطْلَعِ الْبَيْتِ عَجْزَا
كَمَا حَرَّكَ الْعَقْلُ جَمْرَ الْخَوَالِي
عَلَيْهِ رَمَاد التَّنَاسي فأزَّا
لِمَاذَا تَخَلَّيْتَ عَنِّي طَوِيلًا
وَهَلْ يَتْرُكُ الْمَجْدُ مَا كَانَ عِزَّا
وَقَدْ كَانَ مَا بَيْنَنَا أَلْف عَهْدٍ
وَذُقْنَا مَعَ الْبَعْضِ مِلْحًا وَخُبْزَا
أَلَا رَأْفَةً تجْبرُ الْكَسْرَ عَطْفًا
أَلَا عَوْدَةً تَكْسِرُ الصَّبْرَ فَوْزَا
وَيَا وَاقِعًا صَارَ حُلْمًا وَوَهْمًا
وَيَا رَحْمَةً ضَمَّهَا الْبُعْدُ كَنْزَا
مَتَى أَلْحَقُ الْحُلْمَ كَالْفَذِّ يَرْمِي
بِشُبَّاكِ فِكْرٍ لِيَصْطَادَ رَمْزَا
فَلَوْ أَنَّ قَلْبِي يُخَبِّئُ كُرْهًا
لَمَا حزَّ فِي نَفْسِهِ الشَّوْق حَزَّا
.
أنوار أومليلي