مَا أقْسَاكِ

رُدّي ابْتسَاماتي أردّ هوَاكِ
ثمّ اذْهبِي فأنَا سئمْتُ جفَاكِ
.
لَا تَحزَني فلقَدْ قتلْتِ مشَاعرِي
ما عدْتُ أشْعرُ بالبُكاءِ كفَاكِ
.
رُدّي إليّ دقائِقَ العُمْرِ الّتي
ضيّعتُها منْ أجْلِ طوْعِ رِضَاكِ
.
وأنَا سَأحلفُ باليَمِينِ وعزّتِي
ألّا تريْنَ ملامِحِي وأرَاكِ
.
ذوّبْتِني هجْرًا وقلبُكِ صخرَةٌ
صمّاءُ يَا ليْتَ الفُؤَادَ عصَاكِ
.
أرّقتِني شوْقًا وأذكيْتِ الرّدَى
في أضلُعِي وتجاهلَتْ عيْنَاكِ
.
وعشقْتِ بعْدَ الحبّ دونِي لحظَةً
وتُمانعينَ لكَيْ أحبّ سِوَاكِ
.
للهِ ما أقسَاكِ يا ليْلى ومَا
أغبَاكِ تفكِيرًا وما أشْقَاكِ
.
حطّمْتِ أحلَامي بهِ ببسَاطةٍ
وأتيْتِ إقنَاعًا لكَيْ أنْسَاكِ
.
ما هكَذا الإخلاصُ يا ليْلى ولَا
أحسنْتِ صنعًا بلْ قتلْتِ مُنَاكِ
.
إنّ التّسَرّعَ في المُنَى لنَدامَةٌ
فتّاكَةٌ كالخنْجرِ الفتّاكِ
.
ستريْنَ هذَا بعدَ كلّ نصِيحةٍ
وستدفعِينَ ضرِيبَةَ الإشْرَاكِ
.
ضيّعتِني وتركْتِ أعدائِي علَى
قيْدِ السّعادةِ وانْتَشَوْا لِبُكَاكِ
.
ثمّ انتشَوْا لمواجِعي ومدامِعي
للهِ ما أقسَاكِ ما أقسَاكِ
.
هيّا اذهبِي عنّي وردّي بسْمتي
أنا لسْتُ في عرشِ الهَوَى موْلاكِ
.
أنوار أومليلي