ألا ظَعنَت مَيٌّ فَهاتيكَ دارُها

ألا ظَعنَت مَيٌّ فَهاتيكَ دارُها
بِها السُحمُ تَردي وَالحَمامُ المُوَشَّمُ
كَأَنَّ أُنوفَ الطَيرِ في عَرَصاتِها
خَراطيمُ أَقلامِ تَخُطُّ وَتَعجُمُ
أَلا لا أَرى مِثلي يَحَنُّ مِنَ الهَوى
وَلا مِثلَ هذا الشَوقِ لا يَتَصَرَّمُ
وَلا مِثلَ ما أَلقى إِذا الحَيُّ فارَقوا
وَلا أَثَرَ الأَظعانُ يَلقاهُ مُسلِمُ
كَفى خَزَناً في الصَدرِ يا مَيُّ أَنَّني
وَإِيّاكِ في الأَحياءِ لا نَتَكَلَّمُ
أَدورُ حَوالَيكِ البُيوتَ كَأَنَّني
إِذا جِئتُ عَن إِتيانِ بَيتِكِ مُحرِمُ
وَنِقضٍ كَريمِ النَجرِ ناجٍ زَجَرتُهُ
إِذا العَينُ كادَت مِن سُرى اللَيلِ تَعسِمُ
وَلَم يَكُ في أُفقِ السَماءِ لِمُدلِجٍ
كَمِثلِ الَّذي يَعلو مِنَ الأَرضِ مُعلَمُ
جُلالٌ خَفيفُ الحِلمِ حينَ تَروعُهُ
إِذا جَعَلَت هوجُ المَراسيلِ تَحلُمُ
إِذا لَحمُهُ لَم يَبقَ إِلّا سَوادُهُ
وَسادَ القَرا عَظمُ السَراةِ المُقَدَّمُ
إِذا عُجتُ مِنهُ لَجَّ وَهمٌ وَمُشرِفٌ
طَويلُ الجِرانِ أَهدَلُ الشِدقِ شَيظَمُ
صَموتٌ إِذا التَصديرُ في صُعدائِهِ
تَصَعَّدَ إِلّا أَنَّهُ لا يَتَبَغَّمُ
وَخَوصاءَ قَد كَلَّفتُها الهَمَّ دونَهُ
مِنَ البُعدِ شَهراً لِلمَراسيلِ مُجذِمُ
مَصابيحُهُ خوصُ العُيونِ كَأَنَّها
قَطاً خامِسٌ أَسرى بِهِ مُتَيَمِّمُ
حَراجيجُ مِمّا ذَمَّرَت في نِتاجِها
بِناحِيَةِ الشِحرِ الغُرَيرُ وَشَدقَمُ
قَليلٌ عَلى أَكوارِهِنَّ اِتِّقاؤُنا
صَلا القَيظِ إِلّا أَنَّنا نَتَلَثَّمُ
إِذا ما الأُرَيمُ الفَردُ ظَلَّ كَأَنَّهُ
زُمَيلَةُ رُتّاكٍ مِنَ الجونِ يَرسِمُ

ذي الرمة

ذُو الرُمَّة هو غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي الربابي التميمي، كنيته أبو الحارث وذو الرّمّة. شاعر عربي من الرباب من تميم، من شعراء العصرالأموي، من فحول الطبقة الثانية في عصره. ولد سنة 77 هـ \696م، وتوفي بأصفهان (وقيل بالبادية) سنة 117 هـ \ 735م وهو في سن الأربعين. 
 وإنما قيل له ذو الرمة لقوله في الوتد -أشعث باقي رمة التقليد-، والرُمَّة، بضم الراء، الحبل البالي. كان قصيرًا دميمًا، يضرب لونه إلى السواد، أكثر شعره تشبيب وبكاء أطلال. كان ذو الرمة أحد عشاق العرب المشهورين، إذ كان كثير التشبيب بمية بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم كانت فاتنة الجمال . قال فيها ذو الرمّة على وجه مي مسحة من ملاحة وتحت الثياب العار لو كان باديا ألم تر أن الماء يخبث طعمه وإن كان لون الماء أبيض صافيا فواضيعة الشعر الذي لج فانقضى بمي ولم أملك ضـلال فؤاديا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى