جسدٌ أشبهُ شيءٍ بالخيال
جسدٌ أشبهُ شيءٍ بالخيال

جسدٌ أشبهُ شيءٍ بالخيال … وفؤادي عن هَواكم غيرُ سالِ
وعيونٌ نَثَرَتْ أدمُعَها … لثغورٍ نُظِمَت نَظْمَ اللآلي
دَنِفٌ لولا هواكم ما کغتدى … معَ حسن الصبر في أسوأ حالِ
قد يراه الشوق فيكم فانبرى … وهو لا يُمتاز من عُود الخلال
مُعرِضاً عن عاذلٍ في حبّكم … لم يَكَدْ يُصغي إلى قيل وقال
سادة ِ الدنيا وأعلام الهدى … لشجٍ أصبحَ مشغوفاً بخالي
هل ترتحون محبّاً من جوى ً … أو تُبِلّون غليلاً ببلال
وخيالٍ زَارني منكم فما … زادَني إذ زارني غيرَ خيال
هيَّجَ النار التي أعهدها … ذات إيقاد بقلبي واشتعال
ضاربٌ لي مثلاً منكم وما … لوجوه أَجْتَلِيها من مثال
وبذكراكم على شحط النوى … كيف لا أشرقُ بالماء الزلال
إنَّ بالشّعب سقى الشّعبَ الحيا … آل بيت المصطفى من خير آل
نَظَمَتْنا الراحُ في أسلاكه … في ليال مثل أيّام الوصال
كان للّهو به لي منزلٌ … غرّة في الأعْصُر الدهم الأوالي
سنحتْ فيه الظّبا واقتنصت … مهجَة الضيغم أَحداقُ الغزال
سحرتني يا ترى من ذا الذي … علّم الأحداق بالسحر الحلال
ورَمَتْني فأَصابت مَقْتَلي … يا سلمى ما لعينك وما لي
كم أرتني لا أرتها راحة ً … غيرَ ما يخطرُ منهنَّ ببالي
نظراتٌ كنتُ قد أرسلتها … وبها يا سعد قد كان وبالي
ليتَ شعري يومَ صَدَّت زَينَبٌ … لملالٍ كان منها أمْ دلال؟
موقف التوديع كم أَجْرَيْتَ لي … عبراتٍ رخصت وهي غوالي
لم أجد فيك التفاتات إلى … كبدٍ حرّى ولا دمعٍ مذال
أينَ لا أينَ لنوقٍ أَصْبَحَتْ … تتراءى بين حلٍّ وارتحال
قد ذكرنا عهدكم من بعدكم … فتعلَّلنا بأنفاس الشمال
انقضى العهدُ جميلاً وانقضتْ … دولة ٌ كانت لربات الرجال
كنتُ مشغوفاً فلّما أنْ بدا … وضحُ الشَّيب بفوديَّ بدا لي
وأراني في خطوبٍ طبّقتْ … أنا والأيام في حربٍ سجال
من رآني قال لي ممّا أرى … هكذا تصنع بالحر الليالي
لَسْتُ منحطّاً بها عن رتبة … ومقامي من عليّ القدر عالي
من مُثيبي سَعَة العيش وإنْ … كنتُ منها اليوم في ضيق مجال
مَوْرِدٌ أَصْدُرُ عنه بالذي … أَبْتَغيه منه في جاه ومال
إنْ تَقَدَّمْتُ إليه فالمنى … من نداه والعطاء المتوالي
وإذا أبصرتُ منه طلعة ً … راعني بين جمالٍ وجلال
لم تَطِشْ دهياءُ ما وقَّرها … من حُلومٍ راسيات كالجبال
ومزيلٍ كلَّ خطبٍ فادحٍ … للرزايا غير مرجوّ الزوال
لم تكد تحصى سجاياه التي … رفعَ الله بها بيتَ المعالي
وخلالٍ يُشْرِفُ المجدُ بها … يُعْرَفُ المعروف من تلك الخلال
مُتْبِعُ الحسنى بحسنى مثلها … يصلُ الدهر بها والدهر قال
رجلٌ أوتي من خالقه … صولة ترغمُ آناف الرجال
يتوالى مُنْعِماً إحْسانَه … وأجلُّ الغيث ما جاءك تالي
ولهُ الله فغايات العلى … نال أقصاها على بعد المنال
آل بيتٍ كلّ خير فيهمُ … منقذي العالم من هلك الضلال
بأَبي من سادة أذخرهم … لمعاشي ومعادي ومآلي
قَوَّموا الدينَ وشادوا مجده … ثَقَّفوا السؤدد تثقيف العوالي
دوحة ٌ شامخة ٌ منها الذرا … أنا منها أبداً تحت ظلال
كَمُلَ الفَضل بهم بهجته … أين بدر التم من هذا الكمال
شغل الشكر لساني ويَدي … بعليٍّ بعد محمود الفعال
رُحْتُ أسْتَحلي قوافيَّ به … وهيَ فيه أبدَ الدهر حوالي
لعطاءٍ غيرِ ممنونٍ ولا … يحوج العافي إليه بالسؤال
إنَّ لي فيه وربّي أملاً … منجز الميعاد من غير مطال
فكأنّي روضة ٌ باكرها … صيّبُ المزن وحالاً بعد حال
لا أرى منفصلاً عن ثروة … وبعليائك مولاي اتصالي
نِلتُ فيك الخير حتى إنّني … صرتُ لا أطمع إلاّ بالمحال
منعمٌ في كلِّ يومٍ نعمة ٍ … وكذاك المفضل العذب النوال
لا براحٌ عن مغاني سيّد … ولدى عليائه حطّت رحالي
جزتَ أجرَ الصَّوم فاهنأ بعده … سيّد الاسدات في هذا الهلال