في رثاء بغداد
في رثاء بغداد بعد دخول المغول

الشاعر شمس الدين الكوفي
شمس الدين الكوفي
عـــنــدي لأجـــــل فــراقــكـم آلام
فــــــإلام أعــــــذل فــيــكــــم وألام
مــن كــان مـثلي لـلحبيب مـفارقاً
لا تـــعــذلــوه فــالــكــلام كِـــــــلام
ويـذيب روحـي نـوح كـل حـمامة
فـكـأنـمـا نــــوح الــحـمـام حــمـــام
إن كــنـت مـثـلـي لـلأحـبـة فـاقـداً
أو فــــي فـــؤادك لــوعـة وغــــرام
قــف فــي ديـار الـظاعنين ونـادها
يـــا دار مـــا صـنـعـت بــك الأيــام
يـا دار أيـن الـساكنون وأيـن ذياك
الـــبـــهــاء وذلـــــــك الإعــــظـــام
يــا دار أيــن زمــان ربـعـك مـونقاً
وشــعــارك الإجــــلال والإكــــرام
يــا دار مــذ أفـلـت نـجومك عـمنا
والله مـــن بــعـد الـضـيـاء ظـــــلام
يـــا ســادتـي أمــا الـفـؤاد فـشـيق
قــلــق وأمــــا أدمــعــي فـسـجــــام
والدار مذ عدمت جمال وجوهكم
لـــم يـبـق فــي ذاك الـمـقام مـقـــــام
فــدمـي حــلال إن أردت سـواكـم
والـعـيـش بـعـدكـم عــلـي حـــــــرام
يــا غـائـبين وفـي الـفؤاد لـبعدهم
نـــار لــهـا بــيـن الـضـلـوع ضــرام
لا كـتـبـكـم تــأتــي ولا أخــبـاركـم
تـــــروى ولا تــدنـيـكــــم الأحــــلام
نـغـصـتـم الــدنـيـا عــلــي وكـلـمـا
جـــد الـنـوى لـعـبت بــي الأسـقـــــام
ولـقيت مـن صرف الزمان وجوره
مــــا لــــم تـخـيـله لـــي الأوهــــــام
يـا لـيت شـعري كـيف حال أحبتي
وبــــأي أرض خــيـمـوا وأقــامــــوا
مــالـي أنــيـس غــيـر بــيـت قـالـه
صــب رمـتـه مــن الـفـراق سـهــام
والله مــا اخـتـرت الـفـراق وإنـمـا
حــكـمـت عــلــي بــذلــك الأيـــــــام